تقاسيم للحياة*
(1) يـتـيـمـة
رمقتْ السماء بنظرة .. ومضتْ إلى كهف عميق .. تدك الأرض بقدميها .. تفتش في خبايا التراب .. عن أم .. أو جزء من أب .. !!
(2) رائحة الدخان
كنّا في مكان غريب .. وأرض غريبة .. وبشر غرباء .. ودخان .. وذكريات من لهيب انطفأ .. نظرتُ إليها .. أومأتْ برأسها متسائلة : –
– ماذا هناك ؟
– قلتُ : أريد أن يطفئ الموج هذا اللهب .. فيغمر الأرض .. وتخضّر المساحة .. أريد دفق أمان .. وبعض من وطن .. !!
(3) نهاية
تأكل النيران الفتيل .. تخمد .. ويخمد كل شيء !!
(4) احـتـراق
ما أتعس الدنيا .. إذا احترقت زهراء العمر ..!!؟
(5) الليلة الأخيرة
صدقني لم أعدْ أذكر تلك الليلة .. كل ما أذكره أنها كانت قاتمة .. كئيبة .. مخيفة .. كليلة خسوف ..
أتذكر فقط أنها الليلة الأخيرة .. لبشاعتك .. ووحشيتك ونهايتك في حياتي .. رجلاً .. وزوجاً ..
– سألوني : إن كنتْ في وعيك .. أو خارجاً عن الوعي .. صدقني لا أتذكر .. كل ما أذكره يدك التي كانت تهوي كالمطرقة ..
صبيحة تلك الليلة .. لملمتُ أشيائي .. وصوري .. وأوراقي .. وبعضاً من آدميتي ..
ورحلتُ من حياتك للأبد .. وبقيتْ أنت تبكي وتنشج .. ببشاعة .. !!
(6) زهرة
زهرة نديّة .. لم تتجاوز ربيعها السابع عشر ..
– سألوها : هل تكرهينه ؟
أطرقتْ رأسها .. وقلبها .. ودموعها .. وقالتْ في صوت يشبه القوة : –
– كلاّ ….. بل احتقره .. والاحتقار ابلغ من الكُـره !!
(7) القرار
كل الوجوه صِفر .. حتى وجهك.
**********
كتبت بين أعوام 1412 & 1417 هـ
ونُشرت ضمن مجموعة للشمس شروق
*القصة حائزة على الجائزة الأولى – مناصفة – في مسابقة القصة القصيرة بنادي جازان الأدبي لعام1417/1418هـ